اقرا ايضا
II- الرصيد المعرفي
السرد هو تدفق الأحداث على لسان ساردٍ يمفصل الأحداث وفق هوى القصة. إنه استرسال في حكي وقائع واقعية أو متخيلة وقعت لشخصيات موجودة أو مفترضة. وقد حدد السردي الفرنسي جيرار جنيت النص السردي قائلا: إنه نص تضطلع فيه شخصية بحكي قصة. تبعا لذلك، سيكون النص السردي كوناً حدثياً تتعاقب فيه الأحداث وتتذابح، بشكلٍ منظمٍ أو غير منظم. ليتحدد هذا النص السردي، ضمن نوع أدبي بعينه، فإما أن يُصبغ بمقومات القصة فيكون نصا قصصيا، أو يتشرب سمات الرواية فيغدو بذلك نصا روائيا.
III- الملاحظة
1-3/ الشكل الطباعي
كتب النص على خلفية بيضاء، يعتليها عنوان مكتوب بخط واضح وأسود، بينما ترقد في أسفل الصفحة إحالة تشير إلى مصدر النص (نجيب محفوظ، دنيا الله- دار القلم- بيروت 1972 -165 وما بعدها بتصرف.)
2-3/ قراءة الصورة
على الجانب الأيمن تقبع صورة للروائي المصري نجيب محفوظ، يواجه فيها نجيب العالم بنظرة مترعة بالتحدي والاعتزاز.
3-3/ قراءة العنوان
تركيبيا: يتألف العنوان من مبتدإ (حفل) ومضاف إليه (تكريم) وخبر محذوف تقديره (جميل...).
أما دلاليا؛ فالعنوان يحيل على حفل قام به مجموعة من المتطوعين من أجل تكريم شخص ذا بال.
4-3/ ملاحظة النص
بعد قراءة بداية الفقرة الأولى ونهاية النص، يلاحظ أن النص تهيمن عليه الأفعال الماضية والمضارعة، والأفعال في الأدبيات اللغوية تفيد الحركية، وهذا ما يعني أننا، ربما، بإزاء نص سردي.
5-3/ فرضية القراءة
استناداً إلى كل هذه الملاحظات، نفترض بأنه نص عبارة عن مقتطف قصصي، يتحكم في زمامه السرد.
IV- الفهم
1-4/ الفكرة العامة
إقامة حفل تكريم بمناسبة تقاعد حسين الضاوي عن العمل.
2-4/ الأفكار الأساسية
الوحدة الأولى
تقاعد حسن الضاوي عن العمل بعد أن اشتغل ردحا طويلاً من الزمن، في الإدارة، بجد وتفانٍ. من بداية النص إلى الميدان.
الوحدة الثانية
ذهاب حسن الضاوي إلى حفل تكريمه، بقلب متوجس، مرتاب، حائرٍ. من حوالي إلى رجل هو.
الوحدة الثالثة
تفاجؤ حسن بغياب مكرميه ولا مبالاته بهم، وانصرافه مؤمنا بأن الحياة يطبعها المكر والخداع. من إنها آخر إلى العراك.
الوحدة الرابعة
عزم حسن على مواجهة ما تبقى من حياته بالتفاؤل والابتسامة الصافية. من ورجع إلى صافية.
V- التحليل
1-5/ الحقول المعجمية
حقل الزمان: الساعة السادسة، مساء الجمعة، الليل، ساعة متأخرة، المواسم، الأربعاء، المستقبل، أسبوع، العمر، حياة ماضية، يوماً، أربعين عاماً...
حقل المكان: الإدارة، حديقة السطح، مسكنه، مقهى، سينما، حلبة، العمران، المصعد، النادي
يتواشج حقلا الزمان والمكان في النص بشكل بادٍ، فالعلاقة الرابطة بينهما هنا علاقة تكامل فلا حدث يجري خارج سلطة المكان ولا مكان عارٍ من رقابة الزمان.
نلاحظ هيمنة الحقل الدال على الزمان، وذلك راجع إلى أن السرد لا يتحرك إلا بفعل تدفق الأفعال ملونة بالأزمنة.
2-5/ القوى الفاعلة
تنتظم النص قوى فاعلة متعددة من أبرزها:حسن الضاوي: وهو موظف تقاعد لتوه، كبير السن، متفانٍ في عمله، وهو بطل القصة.
المدير: شخص وقح، بغيض، يكره حسن ويكنُّ له الحقد.
زوجة حسن.
3-5/ السرد والسارد
يحضر السرد في النص بكثافة ملفتة للنظر، وذلك من خلال توظيف كبير للأفعال المتعاقبة.
السارد غير مشارك في الأحداث. إنه راوٍ خارجي يحكي القصة ولا يشارك في تناميها.
4-5/ الرؤية السردية
تطغى على النص الرؤية من خلف، فالسارد يعرف أكثر مما تعرفه الشخصية، إنه يعرف دواخلها ومشاعرها الباطنية.
5-5/ الزمان
تخضع القصة لتعاقب زمني كرونولوجي منتظمٍ، تتخلله في بعض الأحيان، استرجاعات يرتد فيها البطل إلى زمن طفولته البائد.
6-5/ الحبكة
تنتظم الأحداث في كل قصة وفق برنامج سردي مضبوط، يتجه من بداية إلى نهاية.البداية : قررت الإدارة تكريم حسن الضاوي بمناسبة اقتراب تقاعده.
الوسط : تكريم حسن في جو يطبعه التشفي، واللامبالاة.
النهاية : عزم حسن على نسيان الإهانة، والتفكير في عيش ما تبقى من حياته بحب وسعادة.
VI- التركيب والتقويم
تحديد المضامين التي جاءت في النص السردي مع الوقوف عند
البنية الفنية والجمالية للقصة مع إبداء الرأي في القيم الواردة فيها.