اقرا ايضا
I. مدخل مفاهيمي
1. مفهوم البلاغة: هي حسن البيان وقوّة التّأثير - كما في المعجم الوسيط -، وتعني أيضاً الوصول إلى المعنى بكلام بليغ، ويجب فيها مطابقة ومشابهة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته.
2. علوم البلاغة
علم المعاني: و هو العلم الّذي يبحث في تراكيب الكلام وأساليبه، ويجب مراعاة كلٍّ من المعنى الّذي نريد التحدّث عنه، واللفظ الذي يعبر عنه هذا المعنى.
علم البيان: البيان لغة يعني الكشف و الظهور.
أمّا اصطلاحاً فهو قواعد معيّنة يعرف بها إيراد المعنى الواحد بطرقٍ متعدّدة مختلفة من حيث وضوح الدلالة على ذلك المعنى.
علم البديع: وهو العلم المختص بتحسين أوجه الكلام اللفظيّة والمعنويّة.
– البلاغة هي ملكة يقتدر بها المتكلم على التصرف في فنون الكلام، وأغراضه المختلفة ببديع القول وسام البيان ليبلغ المخاطب غاية ما يريد.تعتمد بلاغة الإمتاع على إثارة المتلقي عبر الإنزياح، وخرق المألوف في اللغة الطبيعية على مستوى دلالة الكلمة أو التركيب النحوي والبلاغي أو البنية الإيقاعية .
ملاحظة الجدول :
مددت نحوك تفاحة من بستاني
مددت إليك فجرا من حنيني
وهبت لك فجرا من أحلامي
إن الجملتين الأولى والثانية تجيبان معا عن سؤال واحد ماذا مددت ؟ ولكن طريقة اختيار الكلمات (نحوك، إليك) و (تفاحة، فجرا) ومن (بستاني، من حنيني) تؤكد أسلوبين :
1- أسلوب ينتمي إلى اللغة الطبيعية غايته إبلاغ رسالة واضحة تحقق تواصلا بواسطة لغة تقريرية مباشرة .
2- أسلوب يميل إلى خرق علاقة مألوفة بين الكلمة ودلالتها المعتادة في اللغة الطبيعية، فإذا كانت التفاحة شيئا ماديا تنتقل ملكيته من شخص لآخر، فإن الفجر لحظة زمنية مجردة يستحيل مدها لشخص آخر ومن تم يحتاج المتلقي إلى تأويل معنى بالنظر إلى السياق العام الذي جاءت فيه كلمة فجر ويسمى ذلك بالإنزياح .
إستنتاج : الإنزياح لغة “التباعد والذهاب، واصطلاحا الخروج عن المألوف في اللغة الطبيعية ، أو خرق توقع المتلقى أي أفق انتظاره.
II. ملاحظة المثال :
- ألا يا نخلة من ذات عرق عليك ورحمة الله السلام
في الشطر الثاني من البيت نلاحظ إنزياحا على المستوى البلاغي والتركيبي حيث يتمثل هذا الإنزياح في تقديم ما حقه التأخير لأن الوضع الطبيعي للتواصل عليك السلام ثم السلام عليك كما يمكن الإشارة في الشطر الأول إلى انزياح آخر حيث تمت مخاطبة النخلة وهي غير عاقل.
إستنتاج: من أنواع الإنزياح ما يتعلق بالمستوى التركيبي ويقوم على :المشابهة (النخلة/المرأة) وتقديم ما حقه التأخير، وعودة الضمير على متأخر والتكرار ، والإلتفات...