اقرا ايضا
أمثلة الانطلاق
1) قالت شجيرة الورد: “كنت في قديم الزمان كما قلت لك شجيرة ورد أبيض، وكان يقال عن وردي أنه يشبه الثلج وغيوم الصيف. وفي يوم من الأيام جاء رجل وقعد قريباً مني، وبكى بحرارة، فسألته عن السبب، فقال لي أن ثلاثة أيام مرت عليه دون أن يأكل أي طعام، فآلمني كلامه، وقررت مساعدته، وقلت له: وردي أجمل من الخبز، فاقطف وردة من وردي واجعلها طعامك، ولا بد من أنها ستسكت جوعك بعض الوقت. فقال الرجل لي: أنت بالتأكيد شجيرة حمقاء، فهل الوردة الجميلة تشبع معدة جائع؟ وابتعد عني غاضباً، فخجلت خجلاً عظيماً إلى حد أن لوني الأبيض اختفى، وصرت منذ تلك اللحظة شجيرة تنبت ورداً أحمر اللون”.
2) “كان زيد ثريا، وأصبح فقيرا، ثم صار مرة أخرى ثريا”.
ملاحظة الأمثلة
المثال الأول
بعد قراءة وتدبر المثال الأول نجده يتكون من ثلاث مقاطع:
- المقطع الأول: ويمثل بداية القصة بتحديد زمن الحدث (في قديم الزمان) وهوية الشخصيات (شجيرة ورد أبيض).
- المقطع الثاني: ويبدأ بالحدث (جاء رجل وقعد قريباً مني، وبكى بحرارة) وتطور الحدث (فسألته – فقال لي – وقلت له) وتأزم الحدث (فقال الرجل لي: أنت بالتأكيد شجيرة حمقاء – وابتعد عني غاضباً) والنتيجة (فخجلت خجلاً عظيماً إلى حد أن لوني الأبيض اختفى).
- المقطع الثالث: نهاية القصة (وصرت منذ تلك اللحظة شجيرة تنبت ورداً أحمر اللون).
من خلال المقاطع المشكلة للقصة نجد أنها تخضع لتراتبية زمنية متسلسلة: البداية – الوسط – النهاية.
المثال الثاني
هذا المثال جاء مختصرا ومركزا بدون تفاصيل أو جزئيات ومع ذلك نجد البداية (كان زيد ثريا) والوسط (وأصبح فقيرا) والنهاية (ثم صار مرة أخرى ثريا).
من هنا يتبين أن طول النص أو قصره لا يغير من بنية الخطاطة السردية في الحكاية أو القصة في حالتي التوسيع والتلخيص.
خلاصة
الخطاطة السردية تمثيل مبسط ومختصر لمختلف العمليات التحويلية الكبرى في مجرى السرد والتي تنتظم وفق البنية التالية: البداية والوسط والنهاية.
وكل بنية ترتبط بوضعية خاصة:
- البداية: وتمثل الوضعية الأولية أي وضعية الانطلاق، تقدم الفرش العام للحكاية وتتميز في الغالب بالسكون والهدوء.
- الوسط: ويمثل وضعية السيرورة والتحول وفيها يكون التحول والتغيير بطرقة تصاعدية لتعود إلى وضع مستقر من خلال الحدث وتطور الحدث ثم النتيجة.
- النهاية: وهي الوضعية النهائية التي تعرفها الحكاية حيث تعود إلى السكون والهدوء بحسب نهاية الحدث.